*المعادلة الصينية.. تتجاوز كورونا*
غباء من ضحك على الصين حكومةً وشعباً، ١٥ يناير ٢٠٢٠م اخر شخص يخرج من مكتبي ومعي يانج مدير فرعنا في جوانزوا الصينية، ونحن نتحدث لن أنسى كلمته الوداعية لي وانا أغادر وهو يردد (*اخي محمد لا تقلق علينا ولكن نحن من نقلق عليكم؟!*).
*معلومة جديدة ولكم شديدة* ، الصين أغلب مطاراتها بها ذكاء الالكتروني من دخولك المطار وحتى استلامك بطاقة الصعود وتسليمك الحقائب ودخول المطار لا تحتاج الا لنفسك وجميع الأجهزة تتفاعل فور مسح جواز سفرك مع لغتك الأم !
فور ظهور كورونا تم انتشار الخبر بسرعة ضوء القمر ، تلقيت اتصالات بالعودة الى ارض الوطن وفتحت الصين أبوابها لمن يرغب في العودة وبالعكس سهلت الإجراءات حتى على المخالفين في قانون الاقامة من الأجانب وبدأت بعض الدول المغرورة بنفسها بإجلاء رعاياها مشككة في قوة الإجراءات الطبية الصينية ضد المرض!
*لم يهز الصين هذا السلوك من المجتمع الدولي* بالتخلي عنها ورفضت بعض الدول من دخول الشعب الصيني لبلدانهم، وحينها بدأت اول اجتماع على مستوى عالي من الحكومة الصينية ويترأس الاجتماع شي جين الرئيس المخضرم بحكمة وصمت وهدوء.
قامت الحكومة الصينية بخطوات *أدهشت العالم مرة أخرى* من خلال سلوكها و ونجاحها في ضبط سلوك مليار ونصف مليار مواطن بكل يسر من خلال الحكم الرشيد والإيمان بالعلم وقناعة الشعب انه هناك ربان سفينة اسمه (*شي جين*) يظهر على القنوات الصينية ويطلب من الشعب الوقوف معه لمدة شهر واحد فقط ونتجاوز المحنة ونحولها الى منحة وقال في حديثه *اننا نحاول انقاذ العالم وليس الصين؟!*
بعد هذه الكلمات وصلت ضحكات بعض الدول الى مسامع الحكومة والشعب الصيني ولكن لم يلتفتوا لها وفي غضون أيام قلائل أقام الصينيون أكبر مستشفى على بعد 9 كم من أول تجمع سكني وتم تجهيز المشفى بالمعدات والمختبرات والأطباء وطواقم التمريض وتجهيز *مصنع متكامل ليصنع ٥٢ سيارة اسعاف* مجهزة بمختبر وسرير واجهزة طبية للمصابين بفيروس كورونا خلال سبعة ايّام فقط!
لا يزال الشعب الصيني شعب صامت وهادئ ويواجه المشاكل بالحلول والأبحاث العلمية وليس بالصراخ والمقالات والبرامج الفضائية التي تملأ الدنيا صخبا وجنونا دون فائدة، وبدؤا بالحكمة الصينية: *الذكي من تكلم ببطئ وفكر بسرعة!*.
بدأ العلماء الصينيون فورا على ايجاد علاج ولم ينتظروا منظمة الصحة العالمية أن ترسل لهم العلاج، وعندما قال الرئيس الصيني ان هذا المرض خطير لم يستمع له الا شعبه وحتى منظمة الصحة العالمية كانت تبتسم وتخلت عن الصين!.
المعارضة الصينية والأحزاب الدينية وبمن فيهم ١٠ احزاب مسلمة قرروا خوض التحدي ولم يستغلوا الوباء فرصة في خرق الحظر والتجوال وتجاوبوا مع تعليمات الحكومة، وبل زار الرئيس الصيني احد المساجد المسلمة وطلب منهم الدعاء الى الصين لكي تتجاوز المصيبة وبدعوات صادقة لله ومجيبة ليكون بذلك على مقربة مع الأحزاب والقوميات بثقافتها الدينية او العقلية او الروحية.
تم حظر التجوال في العديد من المدن الصينية *وتعليق الدراسة والعمل ويمنع منعاً باتاً البدأ بأي عمل تجاري من دون الحصول على موافقة من الحكومة* وعلى الفور التزم الصينيون بالأوامر وأغلقت المطارات وتوقفت السيارات والتزم الصينيون في شققهم وبناياتهم واغلقوا النوافذ وقد أعدوا طعاما يكفي لاسبوعين.
*الحكومة الصينية كانت صادقة* في كل كلمة ، ولم تتعامل مع الأمر على أنه سرا عسكريا ، وبشهادة جميع المنظمات الدولية أن الصينيين شعب صادق ولا يخلط بين الكوارث والمواقف الإنسانية.
سطرت الحكومة والشعب الصيني موقف لن ينساه العالم وهو انه لم يتم استغلال *تذاكر القطار والحافلات بل كانت مجانية* والوجبات الغذائية كانت مجانية وتم تشغيل مئات المصانع لتنقذ الإنسانية في الأراضي الصينية، حينها عرفنا انهم يمتلكوا اخلاق اجدادنا في زمانهم!
*الصين خسرت مئات الأرواح ومئات مليارات الدولارات في هذه الكارثة* ، ولم نسمع رئيس الصين أو المخابرات الصينية او الجيش والأمن يتحدثون عن مؤامرة أو عن تقارير سرية لإستهداف الصين، مع ان الاحتمال وارد . بل شاهدنا كيف بادر الصينيون الى البحث عن علاج.
بدأت الصين بتطوير *التتبع الالكتروني* للمواطنين ومن خلال التتبع وجدت شاب صيني من شمال البلاد في ليلة زفافه انه خالف القانون وأنه انتقل بين مدينة ومدينة اخرى ومباشرة تم مداهمة قاعة العرس والقبض عليه بتهمة مخالفة القانون وهذا موقف من مئات المواقف الحقيقية التي يجب التفريق فيها انك انت احد العالم وليس العالم انت!
" *القانون الصيني* سهل النطق وبسهولة يعاقب المخالف بتهمة تعمد الضرر على حياة الشعب يحاكم بالإعدام وهذه حضارة منذ آلاف السنين وليس منذ الان "
واخيرا .. فقد *عاد للدراسة اكثر من 200 مليون طالب صيني* ليستكملوا دراستهم ليس في مدارسهم وانما من خلال هواتفهم وحواسيبهم اللوحية وهم في بيوتهم من خلال تلقي الدروس الذي ترسله المدارس من خلال الانترنت ، ليثبتوا للعالم ان التعليم والعلم شيء مهم لا يمكن الاستغناء عنه مهما كانت الظروف ومستمر ، وخلال الأزمة الصينية لتحدي المرض تم *توظيف ومقابلة مليون ونصف المليون شاب وشابة* من خلال المقابلات والاختبارات عن بُعد ولم تكن للواسطة مكان !!
هذا هو ما يسمى *علم وفن إدارة الأزمات* عندما يتحد الشعب مع الحكومة في تعليق الحياة لتحدي القادم...
اخيراً الحكمة الصينية تقول:
*لو حكمت نفسك، تستطيع أن تحكم العالم*.
الأحد مارس 22, 2020 8:45 pm
