٦.٤.٣ علم الجغرافيا
تعني كلمة "جغرافيا" صورة الأرض، فهو علم يتعرف منه على أحوال الأقاليم السبعة الواقعة في الركن المسكون من كرة الأرض، وعرض البلدان الواقعة فيه وأطوالها، إلى غير ذلك من أحوال الربع المعمور٧١.
كان المسلمون الأوائل يعيشون في بيئة صحراوية، ارتبطوا بها، ولمسوا تغيرات الجو، وعرفوا تطوراته، وكانت تضاريس الصحراء، وما بها من جبال وتلال وهضاب وسهول ووديان، وأماكن المياه، كان ذلك دافعًا لهم للاهتمام بعلم الجغرافية وبراعتهم فيه إلى جانب الآيات والأحاديث التي لها ارتباط وثيق بالموضوعات الجعرافية، مثل قول الله عز وجل: { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ { النمل:٨٨، وقوله تعالى: { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا { النازعات:٣٠، وقول النبي P: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي٧٢".
لقد استفاد المسلمون من معارف الأمم السابقة في الجغرافية، وأضافوا إليها معلومات جغرافية كثيرة، فقد برعوا في مجال الجغرافيا الوصفية، وهي ما عرف بعلم المسالك والممالك، وقاموا في ذلك بعدة رحلات برية وبحرية كثيرة وصفوا خلالها الطرق والمسافات والمدن والأقطار وصفًا دقيقًا رائعًا، كما برع المسلمون في مجال التأليف الجغرافي ومحاولة التفسير العلمي لبعض الظواهر الجغرافية٧٣.
أسباب اهتمام المسلمين بعلم الجغرافيا :
هناك عوامل عديدة سهلت دراسة الجغرافيا عند المسلمين من أهمها:
أداء فريضة الحج
الفتوحات الإسلامية
طلب العلم
وضع الخراج على الأقاليم
حركة التجارة
السفارات الإسلامية السياسية مع الدول الأخرى
حب المسلمين للسياحة والرحلات
نشــــاط
قم بحصر الآيات التي تحدثت عن الأرض، ثم اطلع على بعض كتب التفاسير للحصول على أي رأي أو تفسير يشير إلى كروية الأرض.
ومن أهم المؤلفات في علم الجغرافيا عند المسلمين كتاب "نزهة المشتاق في ذكر الأمصار والأقطار والبلدان والجزر والمدائن والآفاق"، وكتاب "معجم البلدان٧٤".
fig3-6