خطر ترامب و إبن سلمان لا يقل عن خطر كورونا

*خطر ترامب و إبن سلمان لا يقل عن خطر كورونا*


 الأربعاء ١٨ مارس ٢٠٢٠

يجوب فيروس كورونا العالم وبشكل متوحش، دون ان تقف في وجهه حدود او جغرافيا او قوميات او اعراق، حاصدا ارواح الالاف من البشر، مهددا الحياة على كوكب الارض، موجها ضربات مهلكة للاقتصاد العالمي لذي اخذ يترنح منذرا بأزمة قد تشل العالم، فيما تحاول الحكومات والمنظمات الدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة، التي جندت كل امكانياتها لانقاذ ما يمكن انقاذه.


ايقن العالم اجمع ان فيروس كورونا، الذي حاولت امريكا ترامب في البداية التقليل من شأنه ووصفه على انه "صيني" وانه لن يصل الى البر الامريكي،، هو فيروس خطير جدا ولا يعرف الحدود، وان البشرية اذا ارادت ان تتخلص منه فلابد ان تشمر كل دول العالم عن سواعدها وان تجند كل امكانياتها من اجل مواجهته، وليس هناك استثناء لاي دولة من هذه القاعدة.
ايقن العالم ايضا، انه ومن اجل مواجهة هذا الخطر الداهم، على الدول ان تضع كل خلافاتها السياسية والاقتصادية جانبا، وان تقدم الاعتبارات الانسانية على الاعتبارات السياسية، فالجميع في مركب واحد، اما ان يصل الى بر الامان واما ان يغرق، ولن يكون هناك من ناج.
هذه الحقيقة دفعت العديد من دول العالم الى رفع صوتها عاليا ضد السياسة الامريكية غير الانسانية وغير الاخلاقية ضد الشعب الايراني، والمتمثلة بفرض حظر احادي الجانب لم يستثن حتى الدواء، في الوقت الذي تواجه شعوب العالم والشعب الايراني وباء كورونا الذي ضرب الكرة الارضية ويهدد البشرية تهديدا خطيرا.
الصين وروسيا والعديد من الدول الاوروبية والاسلامية والعربية اعتبروا اصرار امريكا على مواصلة حظرها الجائر على الشعب الايراني في مثل هذه الظروف بانه يرقى الى جريمة حرب ودعوا الى رفعه فورا والسماح لايران ببيع نفطها والاتصال بالنظام المصرفي العالمي من اجل توفير ما تستلزمه حملتها لمكافحة كورونا من دواء ومعدات طبية.
بسبب الحظر الامريكي الظالم الذي حرم ايران من عوائد نفطها وبسبب شحة الدواء والمعدات الطبية التي امتنعت الشركات العالمية عن تزويد ايران بها بسبب التهديدات الامريكية، أزهق وباء كورونا ارواح نحو الف مواطن ايراني و اصابة نحو 17 الف اخرين حتى كتابة هذه السطور، بينما مازالت ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تعول على كورونا لدفع الشعب الايراني الى الرضوخ والاستسلام لسياستها، وهو ما بدا واضحا من تصريحات قائد القوات الامريكية المركزية الجنرال كينيث ماكينزي، عندما قال متشفيا ان الفيروس يفتك بالايرانيين!!.
اذا ما استثنينا زعماء العصابة الصهيونية في فلسطين المحتلة، هناك شخص اخر واحد ووحيد في العالم يشاطر العنصري ترامب في هوسه باللعب مع الفيروسات، واستخدامها في تحقيق اهدافه السياسية، وهو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المصاب بمرض ايران فوبيا، وهو المرض الذي منعه حتى عن اظهار التعاطف مثل باقي البشر مع الشعب الايراني حتى عبر وسائل اعلام بلاده او تلك التي يمولها باموال النفط.
في الوقت تجاوزت بعض الدول العربية في الخليج الفارسي خلافاتها السياسية مع ايران وارسلت شحنات طبية لمواجهة وباء كورونا، واتصل قادتها بالمسؤولين الايرانيين للاعراب عن تعاطفهم وتضامنهم مع الشعب الايراني في هذه الظروف الصعبة ، مازال ابن سلمان يمنع حتى وسائل اعلامه ليس عن ابراز التعاطف مع الشعب الايراني فحسب بل يترشح عن هذا الاعلام حقدا لا يوصف ضد الشعب الايراني.
اللافت ان ترامب وابن سلمان، لا يتمتعان باي شعبية لدى الراي العام العالمي فحسب، بل يعتبران شخصيتين منبوذتين حتى من قبل شعبيهما، فالراي العام العالمي وبسبب مواقفهما الشاذة والمؤذية والمخربة في الحكم وفي العلاقة مع الدول الاخرى ، بات لا يفرق بين خطرهما وخطر فيروس كورونا.

_____________________________