نبيلة وزبير رفيق الرحمن شقيقان باكستانيان ينجوان من قذاف طائرة دون طيار ويبقيان أسيرا رعب دائم
-------------------------------------------------------------------------
عندما جلست إلى ثلاثتهم الأبنة رفيقة بنت السنوات والتسع وشقيقها زبير إبن الثالثة عشرة والوالد رفيق الرحمن وجدت نفسى احدق كثيرا فى وجه نبيلة وأحاول مطابقة وجهها بصورة أخرى لها فى غلاف تقرير منظمة العفو الدولية حول الضحايا المدنيين للطائرات الأميريكية العاملة دون طيار فى باكستان.
جاء فى مقدمة التقرير عنوان كبير تقول فيه نبيلة " عندما أرى طائرة دون طيار تحلق فى السماء أتساءل هل سأكون الهدف المقبل"
جلست إلى نبيلة كى تروى لى كيف قتلت الطائرة جدتها أمام بصرها وكيف نجت هى وشقيقها الزبير من الهجوم فقالت نبيلة:
"كان ذلك قبل عيد الأضحى بيوم وكنت متشوقة لمساعدة جدتى فى جمع الغذاء. طلبت جدتى أن اذهب معها إلى المزرعة لحصاد الباميا وبينما كانت تعلمنى طريقة حصاد الباميا رايت طائرة دون طيار تحلق فى السماء ثم سمعت أصوات قاذفات ورأيت حزمتين من الأضواء تضربان مكان جدتى. تحول كل شيئ إلى ظلام ولم أر جدتى ثانية. كنت اشم رائحة دخان وأسمع جدتى تصرخ. شعرت ان يدى جرحت ورأيت دماء تسيل فحاولت مسحها ولكن النزيف لم يتوقف عندها قررت الجرى بعيدا حتى لا أتعرض لأذى ولم أعرف شيا بعد ذلك سوى وجودى فى المستشفى إلى جوار شقيقى"
سلمت نبيلة من التعرض لقصف جديد وسلمت بذلك روحها ولكن ما لم تسلم منه نبيلة هو حالة الرعب الذى تقول إنها ظلت تعيشه منذ ذلك الحادث فهى تقول إن الحادث الذى قتل جدتها جعلها تعايش الصورة على الدوام وجعل جدتها محور حياتها وتضيف أن الرعب الذى تعايشه جعلها غير قادرة على النوم وهى حالة يجسدها بعمق حديث شقيقها زبير الذى يقول:
"تغيرت حياتى بسبب عمليات الطائرة دون طيار. فلا أستطيع العيش دون الخوف من التعرض لهجوم بطائرة دون طيار التى صعبت حياتنا فى القرية وحياة من يعيشون شمال وزيريستان. أصبحنا نخاف الذهاب إلى المدرسة او الخروج للعب الكريكيت مع أصدقائى بل أذهب لسريرى كى انام فيطاردنى الخوف. أريد أن يعلم الناس أن الطائرة دون طيار ليست أفضل وسيلة فهى لا تقتل الأشرار. نحن لسنا أشرار. إننا نريد أن نعيش ونتعلم. إنها تؤذينا اكثر من أولئك الذين تستهدفهم"