الطريق إلى احتلال العالم الاقتصاد العالمي

الطريق إلى احتلال العالم
الاقتصاد العالمي
استهل المؤلف مدخله للحديث عن الاقتصاد العالمي بتجربة شخصية قام فيها هو وزميل له و مندوب عن مجلس الشيوخ وآخر عن مكتب العمدة بزيارة لمؤسسة عالمية وفي أثناء طوافهم في مرافق الشركة سأل أحدهم : لماذا تقوم المؤسسة بهذه التوسعة الكبيرة ، فكانت الإجابة : لأننا أحد ثلاثة مؤسسات تم اعتمادها من وزارة الخزانة لطباعة العملة الجديدة للولايات المتحدة ، عندها نظر الزوار بعضهم إلى بعض ولم يعلقوا ، فقد كانت المرة الأولى التي يسمعون فيها عن العملة الجديدة – وهم موظفون حكوميون كبار- وما أثار دهشتهم أن مصدر المعلومة جهة غير حكومية !! بعدها بدأ المؤلف يقضي جل وقت فراغه بحثاً عن الهدف من إصدار عملة جديدة ، فقاده بحثه إلى أن يصل إلى أن الهدف عالمي النزعة لأن هناك أثنتا عشرة دولة على الأقل سيتطبع عملات ورقية جديدة منها سويسرا والمملكة المتحدة واليابان وكندا وفرنسا و المانيا واستراليا والبرازيل وغيرهم ، علم المؤلف أن ذلك كله بداية لإقامة نظام مالي عالمي موحد تمهيداً لقيام حكومة عالمية موحدة ، غير أن التقدم الإلكتروني المذهل جعلهم يتخطون مرحلة العملة الورقية ويقفزون مباشرة إلى نظام إلكتروني غير نقدي هو بطاقة الائتمان ، حيث يحمل المرء بطاقة إلكترونية يمررها عند الشراء عبر ماسحة ضوئية تتعرف عليها وتقوم بخصم القيم المشتراة تلقائياً من حساب بنكي مرتبط بالبطاقة ، إن الخطوة التالية لانتشار بطاقات الائتمان هي أن تخصص شفرة رقمية لكل شخص في العالم بحيث لا يستطيع أن يبيع أو يشتري بدونها .
يواصل المؤلف سرده ويقول إن بحثه عن التوجه المالي العالمي قاده إلى أن يكتشف أن النظام المالي العالمي تسيطر عليه شخصيات معدودة كلها تؤمن بفكرة الحكومة العالمية الموحدة ، وأن هذه الشخصيات تسعي للحفاظ على قوتها ونفوذها بدمج البنوك الصغيرة في بنوك كبيرة والسيطرة عليها ، وأن هذه الشخصيات التي تقف خلف دمج البنوك هي نفسها الشخصيات التي تسيطر على الاقتصاد الأمريكي عبر سيطرتها على " نظام الاحتياط الفدرالي" Federal Reserve System” " والذي هو بمثابة البنك المركزي الأمريكي ، وقد أُسس هذا النظام عام 1913 م ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن لازال يسيطر على الصناعة والتجارة الأمريكية ، إن هذا النظام البنكي المركزي خلافاً لظن الكثيرين ليس مؤسسة حكومية بل هو مؤسسة مساهمة خاصة يملكها أشخاص معدودون عير امتلاكهم لاسهمها ، إن أسماء مالكي هذا النظام كانت من الأسرار الخاصة جداً والمحاطة بقدر كبير من السرية التي يحفظها لهم قانون هذا النظام إذ تقول أحد مواده أن هوية مالكي الأسهم من الطبقة الأولي لا يجوز أن تكشف أبداً ، إن هذا لنظام البنكي صمم بحيث أنّ من يسيطر على بنك الاحتياط الفدرالي في نيويورك يستطيع أن يسيطر على النظام كله في ولايات أمريكا المختلفة .
إن المساهمين من الطبقة الأولى لا يتجاوز عددهم الاثني عشرة مساهماً أربعة منهم في أمريكا والبقية في أوربا ، وأكثر الاوربيين تأثيراً هم آل روتشيلد Rothschild اللندنيون والذين لهم صلة كبيرة بالمساهمين الأمريكيين الأربعة والذين يعد آل روكفلر Rockefellers أكبرهم نفوذاً . إن أسرة ورتشيلد عرفت بانتماءاتها الماسونية منذ مطلع القرن الثامن عشر الميلادي ، حيث كانت أسرة صغيرة مستقرة في فرانكفورت – المانيا ، وبتعاونها مع الجمعيات السرية استطاعت أن توسع نشاطها التجاري لتسيطر على الدول الأوربية وتساهم في تمويل خطة قيام حكومة عالمية ، وبحلول 1820 كان آل روتشيلد هم المسيطرون على الاقتصاد في كل من فرنسا ، بريطانيا، النمسا، إيطاليا، المانيا وكان يشرف على العمليات التجارية في هذه الدول أحد الإخوان روتشيلد الخمسة حيث استقر كل واحد منهم في بلد ليراقب أعمال أسرته فيها ، وكل بنك أو شخص ربط نفسه بالإخوان روتشيلد والماسونية نجح وتقدم والعكس صحيح .
في القرن التاسع عشر بدأ آل روتشيلد يمولون علميات صناعية مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية عبر شركة واربيرغ الألمانية التي شاركت شركة كونلوب الأمريكية والمستقرة في نيويورك ، وفيما بعد اصبحت شركة واربيرغ وكونلوب من المساهمين الأساسيين في نظام الاحتياط الفدرالي ، وأصبح بول واربيرغ أول رئيس لهذا النظام ، استطاع آل روتشيلد عبر عملائهم في أمريكا والملكة المتحدة تمويل "إمارة " روكفلر ستاندرد للنفط، و "إمبراطوية" كارنيجي للحديد الصلب ، و هاريمان للسكك الحديدية ، ثم حدث تزاوج بين آل روكفلر وآل كارنيجي قوى من الروابط بينهم فاصبحوا الممول الرئيس لكثير من رجال الأعمال عبر بنك جايس مانهاتن ، وسيتي بنك ، كذلك حدث تزاوج بين رجال الأعمال هؤلاء وآل روكفلر ، حتى انه بحلول عام 1937 امكن ملاحظة أن ثلاثين أسرة من بين أغني ستين أسرة يمتون بصلة رحم أو نسب لـ آل روكفلر . إن ولاء هذه الأسر لـ آل روكفلر ، وولاء أل روكفلر لـ آل روتشيلد ، وولاء آل روتشيلد للماسونية ضَمِن تقدم مشروع الحكومة العالمية الموحدة .
في عام 1911 قررت المحكمة العليا حل شركة نفط نيوجرسي لمخالفتها للقانون ، فتم توزيع راسمالها على عدد من الشركات الأخرى والتي اتضح فيما بعد أنها كلها تنتمي لنفس الأشخاص من آل روكفلر ، وأسماء هذه الشركات اليوم هي إكسونExxon، موبيل Mobil، سوهايو ، فيلبس، وشيفرون .
في عام 1966 ونتيجة للتحقيقات التي ترأسها رايت باتمان ( من تكساس) تم اكتشاف أن اربعة من أكبر سبعة شركات نفط ممتلكة لـ آل روكفلر .
إن الكثيرين من أعضاء الكونغرس المحافظين حاولوا إيقاف نظام الاحتياط الفدرالي وكشف المؤامرة حوله من أمثال : شارلس لنبيرغ و لويس تي، وماك فادن ، وقد تعرض الأخير إلى ثلاثة محاولات اغتيال حيث أطلق عليه النار في واشنطن في المرة الأولى ثم دُس له السم في طعامه في المرة الثانية وفشلت المحاولتان غير أن المحاولة الثالثة نجحت في القضاء عليه فتم تزوير شهادة وفاته بأن سبب الموت هو سكتة قلبية !!.
في الخمسينات من القرن المنصرم ترأس عضو الكونغرس كارول ريسي - من ولاية تنيسي- ما عرف بلجنة ريسي والتي اختصت بدراسة الشركات الكبرى المعاة من الضرائب والتي لها صلة بالنظام المالي العالمي، وتركزت الدراسة على الشركات التي يملكها آل روكفلر وفورد وكارنيجي ، وكانت النتائج مدهشة حقاً ، حتى أن عدداً من أعضاء الكونغرس وجدوا النتائج صعبة التصديق ، لقد قال باتمان من قبل :" إن تحرياتنا عن نظام الاحتياط الفدرالي جد مدهشة ومخزية ، غير أنها لا تنشر إلا في تقرير الكونغرس اليومي الذي يقرأه عدد محدود من الناس" .
في عام 1976 كتب عضو الكونغرس لاري ماكدونالد مقدمة لكتاب " ملف آل روكفلر" الذي يعري آل روكفلر ويكشف فضائحهم، وكان مما كتبه: " إن ملف آل روكفلر ليس خيالاً بل هو عرض قوي متكامل ومخيف لأهم قصة في حياتنا ، إن مسارعة ال روكفلر و حلفائهم لإقامة حكومة عالمية تجمع بين الرأسمالية والشيوعية تحت سقف واحد ، يسيطرون هم عليها أمر حقيقي لا شك فيه .. إن آل روكفلر وحلفاءهم أمضوا خمسين عاماً – على الأقل -ينفذون خطة يستخدمون فيها نفوذهم الاقتصادي للسيطرة على الاوضاع السياسية في امريكا ثم بقية العالم ، هل أعني المؤامرة؟ نعم أعنيها! انا مقتنع تماماً إن هناك خطة عالمية الأبعاد ، عمرها –في التخطيط- أجيال وأجيال، شيطانية المقصد " ، إن تحذير ماكدونالد الذي كتبه للكونغرس في رسالة عام 1975م لم يجد أذناً صاغية، لذلك لم يجد بُدّاً من أن يخرج بتحذيره إلى الشارع ويخاطب به الناس، غير ان مبادرته الشجاعة هذه وصلت إلى نهايتها في 31/8/1983 عندما قتل على متن الطائرة الكورية التي قيل أنها دخلت خطأً المجال الجوي السوفيتي فتم إسقاطها خطأً كذلك ، لقد كان نقل الاعلام لهذا الخبر مختصراُ مبتسراً، إن احتمال ان يكون عضو من الكونغرس علىمتن طائرة تجارية تسقط بفعل المضادات الأرضية السوفيتية أمر يمكن حدوثه بنسبة واحد في المليون، لكنهم يريدوننا ان نصدقه تماماً كما يريدوننا أن نصدق ان موت السيناتور جون هينز والسيناتور جون تاور في حادثين منفصلين نتيجة تحطم طائرة أيضاً حوادث غير مدبرة، إن تاور كان من المهاجمين لفكرة الحكومة العالمية الموحدة ، وكان له حس عالي بالخطأ والصواب، لذلك خاض معارك في الكونغرس ضد أنصار الحكومة الموحدة ، وعندما توحد ضده عدد من أعضاء الكونغرس واختلقوا الأكاذيب لإسقاط ترشيحه لوزارة الدفاع الأمريكية Secretary of Defense ، ثار وكتب كتاباً دفاعاً عن نفسه وتبياناً لوجهة نظره، طبع الكتاب في 1991م ، وبعد وقت وجيز من طباعته ، وفي 5/أبريل 1991 تحديداً تحطمت طائرة تاور وسقطت . وقبله بيوم واحد أي في 4/أبريل 1991م قتل السيناتورجون هينز في حادثة احتراق طائرة بالقرب من فلادلفيا ، حيث تعطل جهاز نقل الحركة للهبوط فتم إرسال طائرة هليكوبتر للإنقاذ واصلاح العطل لكن طائرة الانقاذ اصطدمت بطائرة السيناتور فلقي حتفه ، كيف يتعطل جهاز نقل الحركة وكيف تصطدم طائرة الانقاذ بطائرته، إن هينز وتاور كلاهما كانا عضوين في احد الجمعيات الشهيرة التي تسعى لتوحيد العالم وهي " مجلس العلاقات الخارجية" كم أنهما خدما في لجان قومية شكلها مجلس الشيوخ لبحث الوضع البنكي والاقتصادي، وكلاهما يملك معلومات غزيرة عن هذه الامور ، أتراهما علما ما لا ينبغي أن يُعلم؟ إن حوادث الطائرات قدر يقع لا شك في ذلك لكن إلى متي يريدوننا أن نصدق أن كل هذه الحوادث قد وقعت بغير تآمر ، لقد سعى السيناتور جيسي هلمز لكشف المؤامرة عقب مقتل ماكدونالد ولكن إلى الآن لم يتم شئ .
يقول المؤلف : " لقد قادني بحثي إلى أن أكتشف كيف اثرت السيطرة على مال العالم على المجتمعات، في كل سنة تكسب الطبقة الأولى من المساهمين في النظام الأحتياط الفدرالي بلايين الدولارات ،هذا الربح الضخم يأتي على حساب الحكومة والشعب الذي يدفع الضرائب.
إن لجنة ريسي اكتشفت الأثر الكبير لثالوث مؤسسات روكفلر- كارنيحي-فورد في مجال العلوم الاجتماعية، والتعليم ، والعلاقات الدولية، وذلك عبر دعمها لمؤسسات وسيطة تقوم بدور تحديد المستفيد من الدعم لإجراء بحوث محددة سلفاً ن من ضمن الموسسات الوسيطة التي درستها لجنة ريسي : اتحاد التعليم الوطني National Education Association ، جمعية جون ديوي John Dewey Society ، الأمم المتحدة و مجلس العلاقات الخارجية .
لقد كان من أهداف لجنة ريسي أن تعلم اين تذهب أموال المؤسسات الكبيرة الداعمة، هل تذهب لمجال العلوم الاحتماعية ، لبيان ذلك نورد مثالاً واحداً مما توصلت إليه اللجنة ، وهو دعم مؤسسة روكفلر لدراسات د . الفرد كنزي حول السلوك الجنسي عبر مجلس الأبحاث القومي National Research Council ، لقد استخدم د. الفرد كنزي هذا الدعم السخي لإعداد سلسلة من التقارير غير العلمية التي تشجع الحرية الجنسية والاتصال الجنسي غير الشرعي Promiscuity ، إنك إذا قدر لك ان تدرس في كلية او جامعة فلا شك أنك ستدرس محاضرة واحدة على الأقل تمجد اكتشافات وتوجيهات معهد كنزي وتبرزها كأنها حقائق ، أنا أعرف ذلك لقد حربته.
في مجال التعليم أكتشفت لجنة ريسي ان أتحاد التعليم الوطني وعدد من المؤسسات التعليمية الأخرى تروج وتدعم مناهج تمجد الاشتراكية و العالمية بغرض إعداد الطلاب لقبول فكرة ا لحكومة العالمية الواحدة ، إن أثر مؤسسة روكفلر على التعليم كبير جداً ويحتاج التفصيل فيه إلى إفراده بكتاب كامل! غير ان المجال الأكبر الذي يؤثر فيه الدعم هو العلاقات الخارجية ويتم الدعم فيها عبر تجمع الأمم المتحدة United Nations Association ، ومعهد العلاقات الباسفيكية، ومجلس العلاقات الخارجية ونحوها ، لقد صرح ريني ورمسر عضو لجنة ريسي قائلاً : إن المؤسسات الداعمة أثرت على الدولة ودوائر اتخاذ القرار في الكونغرس" وقال : " على الأقل هناك مؤسسة أجنبية واحدة تتعاون مع مؤسسة أمريكية لتشكيل سياسة أمريكا الخارجية" كذلك تحدث ورمسر عن سيسل روديس الشخصية البريطانية الاستعمارية الشهيرة التي جمعت ثروتها من مناجم الماس في جنوب أفريقيا والشخصية وثيقة الصلة بـ آل روتشيلد والماسونية الأوربية ، لقد جمع روديس ثروته من عرق السود الأفارقة ومن دمائهم ، لقد سيطر روديس في السبعينيات من القرن التاسع عشر على تجارة الماس واستخدم ثروته في دعم مخطط الحكومة العالمية ، وبعد موته أُستغلت ثروته في دعم الحكومة العالمية عبر منحة روديس الشهيرة ، يقول ورمسر ملخصاً أثر منحة روديس : " من جملة 1372 منحة قدمت حتى عام 1953 فإن 431 من حامليهاحصلوا على مواقع تعليمية عالية في إدارة التعليم اصبح 31 منهم مديري جامعات، و 113 نالوا وظائف حكومية عالية، و 70 شغلوا مناصب رفيعة في الاعلام صحافة و إذاعة ، و14 شغلوا مناصب إدارية في المؤسسات المختلفة " في الوقت الذي قامت فيه لجنة ريسي بتحقيقها كان رئيس مؤسسة روكفلر ، ومدير مؤسسة ققنهيم Guggenhiemوالرئيس السابق لمؤسسة كارنيجي ، كانوا جميعاً من الذين نالوا منحة روديس .
أن جائزة نوبل كذلك تم استخدامها لغرض مماثل وهو خلق نجومية لمؤيدي الحكومة العالمية الموحدة ، إن نظرة عجلى للحاصلين عليها خاصة في مجال العلوم الاجتماعية والتعليم والسياسة الخارجية تؤكد هذه الحقيقة .