كيف نفهم مشاعرنا

كيف نفهم مشاعرنا

إن ضيق المساحات للتعبير عن تجاربنا كنساء يفقدنا المفردات الانفعالية للتعبير عن مشاعرنا والتعرف عليها وعلى الطاقة الانفعالية فكالأطفال تعلمنا انه يجب أن تتم السيطرة علينا وتقيد شخصيتنا كأطفال كي نكون أفضل وكنساء مقدرتنا على التعبير تحدث بدورنا كنساء . فبدلا عن الاهتمام بأنفسنا تعلمنا كيف ننكر ذاتنا لنهتم بالآخرين . هكذا أبقينا وأبقتنا هذه الأفكار النمطية في حالة تركيز خارجي فإننا نفكر في الآخرين لا في أنفسنا .
إن تطوير معرفتنا بمشاعرنا الحقيقية يزيد ثقتنا بأنفسنا . واكتشافنا لها واحترامنا لها . فمعرفتنا بأنفسنا تجعلنا صادقين مع أنفسنا وغير مستعدين لتغير أحاسيسنا لمصلحة الآخرين . فالتعرف على المشاعر شئ أساسي أما كيف ومتى نعبر عنها فهذه مرحلة لاحقة وثانية . فالمشاعر مربوطة بالقلب أما التعبير عنها فمربوط بأفكاري عن كيفية التصرف بطريقة معقولة ومسؤلة . فالتعرف على المشاعر يساعدنا على معرفة تأثيرنا على الآخرين وتأثير الآخرين علينا .

فوائد الكتاب :-
1. يصف الانفعالات الخمسة الأساسية ( الغضب , الخوف , السعادة , الحزن , الخجل ) .
2. يقدم طرقا للتعرف على جميع المشاعر والانفعالات .
3. يشرح الفارق بين أن تأتي المشاعر مصطنعة أم تلقائية .
4. يقدم وسائل لنتحمل المسؤولية تجاه انفعالاتنا بدلا من أن نحملها للآخرين .
5. سنكون أكثر وضوحا مع أنفسنا ونعرف سبب تصرفنا وسنتخلص من بعض المخاوف المرتبطة بتجربة بعض أنواع المشاعر لأننا نكون قد أدركنا كيف نستغل هذه المشاعر ونسيطر علينا .
6. يساعدنا على فهم قوة المشاعر وأثارها .

أهداف الكتاب :-
1. مساعدتنا على تحرير طاقتنا حتى نتمكن من استغلال وقتنا ومجهودنا في مشاريع أكثر أهمية وفائدة . وعلينا أن نتعرف على هذه المشاعر ونعبر عنها بايجابية بدلا من رفضها وتجاهلها مما يترتب علية أثار سلبية تؤثر علينا وعلى من هم حولنا .
2. أن نتعلم كيف لا نقاوم مشاعرنا وان تكون لدينا مفردات انفعالية للتعبير عن مشاعرنا , فسيكون لدينا وعي بالمشاعر وسنجد في التعبير عنها شي يبعث على النشاط لأننا عندما نشعر بانفعال ما ونحدده ونفهم رسالته فإننا نكون قد حررنا الطاقة المرتبطة بهذا الانفعال .
3. أن نزداد وعيا بآثار مشاعرنا علينا وعلى الآخرين .

التعبير عن المشاعر في مقابل اصطناعها :-
الإحساس بالمشاعر وإطلاق العنان لها أمران مختلفان
.فعندما لا نعبر عن مشاعرنا بحرية فإنها تتراكم وقد تصبح طاقة عدوانية وعنيفة لفظيا وجسديا بان نلوم الآخرين على ما يحدث لنا .
المشاعر ليست انعكاس تام لشخصيتنا بل نحن الذين نستخدمها وهي جزء من شخصيتنا ونحن مسئولين عن التعبير عن مشاعرنا وتحرير الطاقة المصاحبة للانفعالات بطريقة صحية .
التعرف على المشاعر الخمسة وفهمها يجعلنا مسيطرين عليها وعلى انفعالاتنا بدلا عن تركها لتسيطر علينا هي . وكلما تعرفنا عليها كلما كثر استعمالها لها والتعبير عنها .
إن الإنصات للمشاعر مصدر مهم جدا للمعلومات عن أنفسنا , لدى كل منا مشاعر معينة يجد سهولة في الإحساس بها والتعبير عنها أكثر من غيرها وعندما لا نعترف بهذه المشاعر التي يصعب أن نتقبلها أو نكتبها فإننا بذلك نقلل من قدرتنا على التعبير عن كل أنواع المشاعر التي تنتابنا .وعندما ننتقي ونختار أية أنواع من المشاعر نحن على استعداد لان نحس بها فإننا بذلك نفقد سبلا كثيرة للوصول إلى أدلة عن شخصياتنا والتعرف عليها .
في حالة عدم مقدرتنا على تحديد ردود أفعالنا بشكل دقيق فإننا بذلك نقوم بتعطيل الطاقة المصاحبة للمشاعر والأحداث عن غير قصد وبمرور الوقت ستصبح المشاعر الحبيسة مشكلات تستعصي على الحل مما سيؤدي إلى الشعور بالقلق والتأثير سلبا في صحة الإنسان على المدى الطويل .
إذا تعلمنا كيفية الشعور بمدى قوة مشاعرنا والطاقة التي تصاحبها فنستطيع التحكم في ردود أفعالنا وسنعرف المزيد عن أنفسنا , ونتيجة لذلك سنعيش حياتنا بصورة أفضل وبدون خوف أو شعور بالنقص . ولدينا استعداد كبير جدا للشعور بالسعادة بنفس قدر الاستعداد للشعور بالحزن والخوف والخجل والغضب .

القيم الاجتماعية والثقافية للمشاعر :-
إن مكوناتنا عبارة عن مكونات (1) بيولوجية. (2) نوعية ذكر أم أنثى . (3) روحية . (4) عقلية . (5) انفعالية أحاسيس ومشاعر . (6) اجتماعية .
إن ثقافتنا تعلمنا كيفية التعبير عن المشاعر والصحة الانفعالية . ولا احد علمنا تحديد وتعريف المشاعر الخمسة وليس لدينا فرصة للتعبير عن خبراتنا الانفعالية فالأسرة والمؤسسات الاجتماعية لم تعلمنا التعبير عن انفعالاتنا وتقويمها منذ إن كانا أطفال ولم نتحمل مسؤولية هذا التعبير .

الاستماع والتعلم :-
يجب أن نتعلم كيف ننصت إلى مشاعرنا بانتظام وفاعلية ومنتهى الانتباه والمشاعر والانفعالات عبارة عن مواصلات داخلية . فإذا لم نتعلم كيف نستمع إليها فإننا نقوم بحبس طاقة غير مستغلة مما يؤدي إلى الانعزال والإفراط في التخلص من هذه الطاقة بتفريقها بصورة سلبية عن الآخرين .
إذا لم نعلم أطفالنا تحمل المسؤولية في التعبير عن مشاعرهم فإننا بذلك نعلمهم أن يكبروا في السن فقط لان المشاعر لن تكون جزء أصيل من تكوينهم الذاتي . فقد يتجنبوا المشاعر تماما فيصبح التعبير عنها أو عدمه شي يعيشون عليه .
إذا لم نكن على دراية بكيفية قراءة الرسائل التي تأتينا من مشاعرنا وإذا لم تتوفر لدينا اللغة أو الأدوات التي تمكننا من وضع هذه المشاعر في حيز الاستخدام فإننا قد نلجأ إلى الإدمان للتغلب على مشاكلنا . إن معالجة الإدمان تتم بخلق البدائل الشعورية وبالتالي يدرك هؤلاء الآخرين معنى الحرية التي تأتي نتيجة تحملهم مسؤولية مشاعرهم وقراراتهم .

الخلاصة :-
نعرف إن الانفعالات أو المشاعر أكثر من مجرد كلمات فهي مواصلات حيوية وفعالة تعطينا درسا عن أنفسنا وعندما نحرر الطاقة المصاحبة لهذه المشاعر بطريقة صحية فإننا نكتسب معلومات مهمة تقودنا إلى الفهم والنضج العقلي .

ما هي المشاعر :-
إننا بحاجة لاكتساب اللغة الانفعالية قبل أن نبدأ في سرد القصة . عندما نصرف مشاعرنا ونتجاهل رسائلها ونفشل في الاستجابة إلى تلك الرسائل , فان الطاقة العاطفية لن تنتهي وتبقى عاملا نشطا في حياتنا فقد ننفجر غضبا لسي ما لأننا غاضبون من شي أخر .

الغضب
الغضب عبارة عن طاقة قوية تدفعنا لعمل شي ما , ويتسبب في رد فعل خارجي أو داخلي فرد الفعل الخارجي يعني الصنف اللغوي والمادي ورد الفعل الداخلي يعني غضبنا من أنفسنا .
فالغضب يعرفنا على شخصيتنا الحقيقية ويعرفنا بالأشياء التي نحبها ونقدرها .كما يعرفنا على الطرق التي نفضلها للعيش في هذه الحياة .
{ كلما قويت المشاعر , ازدادت أهمية المؤثرات الدالة عليها }
فالبوح بما يشعر به قد يكون مؤثرا لان الانفعالات مرتبطة بهذا الموقف ستصبح مرئية وسيتم تحريرها من خلال التعبير عنها .

الحزن
إن الحزن شعور قوي وأساسي ويعبر عن شخصية الفرد وهو الشعور الذي ينتابنا حينما نفقد شيئا ما . فقد نفقد أشخاص أو أفكار أو فرص وقد تكون الخسارة كبيرة أو صغيرة , وقد يكون الحزن ينتابنا لفترة طويلة وقد يكون وليد اللحظة .
ولان الحزن يعتبر تجربة شخصية وفريدة فهو يسبب الشعور بالوحدة .
والحزن نزعة تراكمية مثلا إذا لم نحزن على موت شخص عزيز , فإننا نحزن حزنا مضاعف إذا مات شخص أخر .
إذا ما حدث لا يحزننا وقمنا بتأجيل دموعنا وإحساسنا بالألم فإننا نكبت أنفسنا خسائر عاطفية هائلة فسنقوم بخزن مشاعرنا إذا ما خفنا من خوض هذا الشعور خاصة في بدايته , والحزن من المشاعر التي تتملكنا . فإذا ما تجنبنا البكاء فإننا في المستقبل سنبكي لأي حدث .


الخجل
يقترن الشعور بالخجل بأنواع عديدة من الأنماط الانفعالية . فالخجل هو شعور بالأشياء من شي ما ولكنه ليس خطأنا . أما الإحساس بالذنب فهو الشعور بالأشياء من خطأ ارتكبناه , ونشعر به بسبب الأشياء التي قلناها أو فعلناها تسببت في جرح مشاعر الآخرين أو مشاعرنا . أما الخجل فيتملكنا شعوريا أو لا شعوريا عند التعامل مع الآخرين , وعندما نسعر بالخجل فإننا ننزع إلي محاولة إصلاح الأشياء التي هي في الأصل ليست أخطاءنا أو تقع في نطاق مسؤوليتنا أو حتى تلك التي لا يمكن إصلاحها .
فالخجل معروف بطبيعته غير الرابحة وطاقته الانهزامية .ويستقر بداخلنا ويخلق نوعا من عدم الراحة وشعورا بالنقص .

الخوف
للخوف علامات مادية ومعنوية . ويولد لدينا طاقة ويجعلنا على اتصال احتياجنا للشعور بالأمان . وإذا ما تحقق شعورنا بالأمان بكل أنواعه ( عاطفيا , ماديا , معنويا , وجسديا ) . فانه يصبح جزء من حياتنا ونشعر بصفاء أنفسنا وازدهارها . ونقطة انطلاقتنا نحو العالم الخارجي .


السعادة
عبارة عن إحساس بالبهجة يستخرج ويفجر الطاقة بداخلنا والتي تعبر عن شعورنا العميق بالامتنان وتجعلنا نستشعرها اللحظة التي نعيشها ولا نستطيع أن نخبر أنفسنا على الإحساس بالسعادة . فالإحساس بالسعادة عبارة عن استمتاع نابع من داخلنا ويتدفق من نوع من الصفاء يشبع متطلبات القلب .
عندما كنت طفلة كنت اعتقد انه بالامكان إخفاء كل المشاعر التي لا نحبها ونخفي الأفكار التي قد تحرجنا . فقد تعلمنا انه من الخطأ أن نعبر عن مشاعر معينة خاصة إذا كانت تحرج الآخرين . الحقيقة هي إننا كلما نحبس المشاعر فإننا نحبس الطاقة الانفعالية المصاحبة له والتي تتسبب في شعورنا بالقلق . إذا ما سلمنا بأن الانفعالات تولد طاقة فانه بامكاننا السيطرة عليها بشكل أفضل .