مُساهمةموضوع: فائدة الرضاعة ...

لرضاع الأم ابنها من صدرها فوائد كثيرة( للأب والأم والطفل والمجتمع)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
قال تعال :
(
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ
عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا
رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص:7)

فقالت
في نفسي لماذا الله أمر أم موسى أن ترضعه بصيغة الأمر ومن المعلوم الفطري
أن الأم سوف ترضع ولدها من صدرها خصوصا أنها لم تكن الأولى ولا الأخيرة
التي ترضع ولدها من صدرها و قديما لم تكن عندهم وسائل الرضاعة الصناعية كما
هي عندنا اليوم فرجعت ابحث في هذا الموضوع حتى استفدت فوائد عديدة منها .
قال
الطبري في تفسيره جامع البيان: واختلف أهل التأويل في الحال التي أمرت أم
موسى أن تلقي موسى في اليم , فقال بعضهم: أمرت أن تلقيه في اليم بعد ميلاده
بأربعة أشهر , وذلك حال طلبه من الرضاع أكثر مما يطلب الصبي بعد حال سقوطه
من بطن أمه .
قالت : وذلك بعد أن تعلق بأمه وقوي جسمه . واصبح بإمكانه
الصبر عن الرضاع مدة طويلة أطول منه لو كان في أيامه الأولى لأنه سوف يرفض
جميع المرضعات إلا أمه كما قال تعالى(وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ
مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ
لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) (القصص:12)
وسيتضح لك أخي السلفي أن
لرضاع من ثدي الأم فوائد كثيرة. تتعلق بالأم والأب والابن , والمجتمع عموما
لان صلاح الفرد هو صلاح المجتمع عموما. وذلك ان المجتمعات تتكون من
الأفراد.
أولا:
الطفل يتعلق بوالدته عندما تضمه إلى صدرها يشم
رائحتها يسمع دقات قلبها حتى أن الطفل يميز بين ضم أمه له وضم غيرها له ,
وفي هذه الحالة يتعلق الطفل بأمه فلا يستطيع أن يفارقها لحظة. فتنتج بينهم
المودة والرحمة والعطف والحنان المفقود في هذه الأيام عند كثيرا من الأمهات
والأولاد.
كذلك الطفل يكون ابعد عن الأمراض التي تصيب الأطفال في هذه
الأيام الناتجة عن الرضاعة الصناعية وذلك من ناحية الحليب المستخدم نوعيته
وجودته وصلاحيته ومناسبته لسن وجسم وحجم الطفل أو من ناحية النظافة في
طريقة الاستخدام , وخصوصا أن الأمهات يعتمدن علي غيرهن في ذلك من خدم أو
أبناء أو أخوات ..
ولذلك غالبا ما ينصح الأطباء بتغيير نوعية الحليب المستخدم أو غلي و غسل المواد المستخدمة بالرضاعة بصفة مستمرة دورية .
ثانيا :
حليب الأم يتغير مع تغير عمر المولود , وإذا كان هناك أكثر من مولود فأن حليب الأم يزيد بزيادة الأطفال .
هذا
الحليب إن لم يرضعه المولود ولم يخرج من صدر الأم فانه يسبب لها أضرار
صحية كثيرة قد تصل إلى مرض سلطان الثدي الذي يحتاج في النهاية إلى بتر
الثدي المصاب, لذا تقوم بعض الأمهات بإخراج الحليب من صدرها عن طريق الشفط
أو السحب , وقد تحتاج إلى بعض الأدوية
لوقف تدفق الحليب .
إن رضاعة
الأم ابنها من صدرها وملازمتها له ينتج عنه تعلق الطفل بأمه فلا يستطيع أن
يفارقها لحظة ولا حتى هي. فتقع بينهم المودة والرحمة والشفقة والعطف
والحنان المفقود في هذه الأيام عند كثيرا من الأمهات.
وهناك قصة مشهورة
أن أما حملت طفلها على ظهرها . وقد اعتادت أن تحمله و تراه بين يديها
ففقدته وأخذت تبحث عنه في كل مكان وهي تصيح . فقال لها أحد الحاضرين انه
علي ظهرك فأنزلته وأخذت تقبله وهي تبكي .
ثم إن حليب الأم لا يحتاج إلى تغيير أو تنظيف أو أدوات تعقيم وتطهير .....الخ
ثالثا:
أن
الأب إذا وجد من أهل بيته الحنان والرحمة والشفقة ووجدهم يحرصون على راحته
ولا يتعبونه بكثرة المراسيل أو المطالب المادية من ( حليب , أدوات رضاعة
,أدوات تنظيف, حافظة لحرارة الماء لحليب الطفل......... ) سيكون له الأثر
الكبير في نفسه .
والله اعلم والصلاة والسلام على خير خلق الله
أذا كانت هناك أضافة أو تعقيب أو تعليق نكون لكم من الشاكرين