لقد اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بالعلم، وأن أولى آيات القرآن تحث على التعليم قال تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ { العلق:١. وبين القرآن فضل العلماء، فقال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ { المجادلة:١١. وقال رسول الله P مبيِّنًا فضل السعي في طلب العلم: "من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى الجنة٢٦"، وقال أيضاً: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما طلب٢٧". وفرق الإسلام بين أمة تقدمت علميًّا، وأمة لم تأخذ نصيبها من العلم، فقال تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ { الزمر:٩. والعلم يمثل مقوماً هاماًّ من مقومات البناء الحضاري لأي مجتمع من المجتمعات، لما يترتب عليه مفاهيمه وتطبيقاته من آثار واضحة على مسيرة الإنسان الحضارية٢٨.
وإذا كانت الحضارة بنت العلم، والعلم هدف يسعى المسلم إليه من واقع كتابه الذي آمن به، وتعاليم رسوله الذي اهتدى به، فليس ثمة شك في أن العلم يدفع إلى الإبداع والتفكير، وكل من الإبداع والتفكير ينبت حضارة وينشئ معرفة٢٩.