١.٤ مفهوم التنصير وأهدافه ووسائله وسبل مقاومته [b]
لقد أخذ أعداء الإسلام يكيدون له للقضاء عليه عند ما شعروا بخطره على عروشهم ومصالحهم، وفي مقدمة هؤلاء النصارى.
فقد اتفق أصحاب العروش وأصحاب المصالح المتسلطون على رقاب العباد فيما بينهم على محاربة الإسلام، كل يدافع عن مصلحته، فكانت حملات الجمعيات التنصيرية، فالقسيسون يفتحون المراكز التنصيرية، وأصحاب العروش يرصدون لهم الأموال اللازمة لذلك.
وقد أسسست جمعيات تنصيرية في جميع الدول الأوربية ، ورصدت لهذه المهمة أموال طائلة، في أعقاب فشل الحروب الصليبية، وكان أول تأسيس هذه الجمعيات في إسبانيا، على يد ريمون لول الإسباني، ثم تبع ذلك تأسيس جمعيات تنصيرية في بقية دول أوربا، وقد عملت هذه الجمعيات في البلاد الإسلامية تحت أسماء مختلفة، باسم العلم تارة، وباسم البر والإحسان تارة أخرى،كما اتخذت في كثير من الأحيان التطبيب والتعليم وسيلة لنشر أفكارها الهدامة في أوساط المسلمين١.
أما من الناحية السياسية فقد أوجدت هذه الجمعيات حركات قومية في البلاد الإسلامية؛ ترمي إلى استقلال هذه البلاد على أساس قومي، دون اكتراث بالدين، لإحياء النعرات القومية، وتفكيك الوحدة الإسلامية، التي أسس دعائمها الإسلام على أنقاض القوميات والنعرات البغيضة.
ولتسليط الضوء على التنصير المعادي للإسلام، لابد من النظر في معناه، وأساليبه، ووسائل مقاومته