(2) ثورة الجمال والخيول

(2) ثورة الجمال والخيول



د حمزة ال فتحي


بسم الله الرحمن الرحمن

ضاقت بالنظام المصري الحيل، واستنفد كل الفرص،لقمع المتظاهرين السلميين، وبعد الغازات والرصاص الحي، يعمد لأسلوب حجري قديم!! ليقاوم به شباب الكمبيوتر!!...

يَتصدّى لثورةِ الأبطالِ
بحميرٍ وأحصُنٍ وجمالِ!

كذَّبت أعيني وتاهَ فؤادي
وبَراني الذهولُ كالأنكالِ!

أحمقُ الدهرِ عقلُهُ في حضيضٍ
وسفالٌ له يهدّ ربعَ السَّفالِ

ثارتِ الناسُ بالصمودِ وغنَّت

بالثباتِ العجيبِ والإقبالِ

وقبيحُ الديار يَشحذُ نعليهِ
لَيفضَ الجموعَ بالأبغالِ

ثورةُ الشعبِ زهرةٌ وسلاٌم
والظلومُ الخئونُ بالجَلجَالِ

أُسقِطت جُندُهُ وبارَ كفاحٌ
يمتطي عقلَه نفارُ الجمالِ

خيّب الله مسلكا ذا جنوحٍ
يجمعُ اليوم ضُحكةَ الأجيالِ

آه يا "مصرُ" والجِراحُ كثارٌ
أُوقدت حرَّها بربِّ العيالِ

يصطلي الفقرَ بالعباد ويأبى
نيلُ مصر إزاحة الأغلالَ

فالفويلُ اليسير أنغْامُ شعبٍ
والفويلُ الحزينُ كلُّ دلالِ

مشهدُ الجيلِ أبؤسٌ ونكادٌ
رُغمَ ضخ النعيمِ والأنوالِ

حُوصرَ الشعبُ بالهوانِ وأضحت
ثَروةُ الدارِ للعميلِ المثالِي

فاستفاقَ الشبابُ من غير وعدٍ
فجَرى الشعبُ خلفهَم كالمَوالي

ثورةٌ عظمى بكل جمالِ
يمتطي عزمُها لهيبَ الليالي

فيبيتُ الظلومُ ذعراً وكَلاً
حائراً من تدفق الزلزالِ

إنها "مصرُ" رايةٌ وشموخٌ
وبلوغٌ لقصدِها المتلألي

لن يَضيرَ الشجاعَ تهديدُ فدمٍ
يدفعُ السّخطَ بالجمال الهُزالِ

فاصبروا شعبَنا وكونوا رباطاً
يقتلُ اليومَ عقدة المحتالِ

قد تولى الظلامُ حيث ليس رجوعٌ
وسَجَى النوُر بالندى والزلالِ

وسَمَا النيلُ فرحةً ونشيداً
بعدَ عصر الشجون والإعِوالِ


الخميس 6/3/1432 هـ
1/2/2011